السبت، 14 فبراير 2009

الشبح قصة قصيرة




في يوم من الأيام إهتزت الستارة من أمامي وظهر لي شبح أسود اللون ولكني لم أري منه شيء غير عينيه لأنه كان ملثم ورأيت في عينيه شعاع يحمل معه الغضب وفزعت من هول المفاجأة وهرولت إلي الباب المقفول لأفتحه وأهرب منه إلي الخارج ولكن الشبح لم يعطني فرصة وظللت أصرخ وأصرخ وهو يقترب أكثر وأكثر وأنا خائفة من هيئته المخيفة لقد ذكرني هذا المنظر بالأسد عندما ينقض علي فريسته ويلتهمها ويقطعها إربا إربا وها هو لقد إقترب مني ووضعني بين يديه المحوطة علي والموضوعة علي الباب وأنا يكاد قلبي يقع علي قدمي من الفاجعة ومن نظرات عينية الثاقبة وسألني بصوت غليظ:
* لماذا إستدعيتيني ؟
- فقلت له بفزع : إنني لم استدعيك لأني لا أعرفك فمن أنت؟
* فقال لي : أنا الوجه الأخر للعملة أنا الشىء الذي تكرهوه أنتم البشر أنا الحزن والكآبه واليأس وفقد الامل
- فقلت له مرحبة : أهلا وس...
وقبل ان أقولها قطع حديثي وقال لي : لماذا ترحبي بي ؟ لماذا لا تعيشين حياتك وتنظري لها باللون الأبيض وأنتي مازلتي صغيرة
ولكن المفاجاة زادت وقل خوفي منه , لقد قال لي هذا الكلام بصوت حنون شعرت معه بالدفىء
فقلت له : الدنيا طعنتني في ظهري
· فقال لي : قومى وأنت مطعونة وواصلى حياتك بدلا من أن تموتي وأنتي مستسلمه , ما الذي سيفيدك إذا عشتي في الأحزان , انظري لطريقك باللون الوردي, إجعلي أيامك سعيدة وهذا بيديك وأنا أعلم إنكي ستستطيعين ذلك أرجوكي إتركيني أمضي لإنني لا أريد أن أعيش في هذه الدنيا وأري في عيون الناس الحزن وأولهم انتي فمهما كانت الأحزان المليئة بها حياتنا والمصائب والمصاعب التي تأتي علينا إلا اننا يجب أن نأخذها ولو بابتسامة , إلي اللقاء يا بنيتي ولا أريد أن أراكي مرة اخري
وإختفى الشبح الأسود الملثم وفجأة صحوت من نومي علي صرخة صرختها بكل قوتي وأفزعت من معي ووجدت أن هذا الشبح وحديثي معه ليس إلا حلما حلمته وأنا في حالة يأس لذلك جائني الحزن لحالتي النفسية السيئة والشبح الذى جائني ليس إلا ضميري وهو يؤنبني علي حياتي التي أضاعتها على الحزن فقط وأمامي الحياة طويلة وأنا صغيرة في السن وبرغم الظروف الصعبة التي يمر بها الإنسان إلا إنها تحتاج ولو لشىء بسيط جدا وهو البسمة

31/8/2000
الساعة 4:20 ص

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

الف الف مبروك يا ايمى على المدونة الجميلة وانشاء الله دايما فى تقدم وعلى فكرة مواضيعك كلها جميلة وتحمل طابع الابداع اللى كلنا متعودين ليه منك

EMAN HASSAN KAMEL يقول...

متشكرة جدا يا حمادة على تعبك معايا بجد مساعدتك دى فرحتنى اوى وعقبال ما شوفك صحفى كبير امين ان شاء الله

شيرين العقالد يقول...

السلام عليكمعزيزتى الغالية ايمان
جميل ما خطته يداك يا اختاة قصة جميلة وكل تمنياتى لك بمزيد من الابداع
شيرين العقاد

EMAN HASSAN KAMEL يقول...

شكرا ليكى يا شيرين اهتمامك بالتعليق على اعمالى واتمنى ان تنال اعجابك كتاباتى الاخرى